تربية الأطفال لدى القدِّيس يوحنا الذَّهبيّ الفم
توطئة
سأقوم بدراسة موضوع تربية الأطفال في تعليم القديِّس يوحنَّا ذهبيّ الفم أوَّلاً سأقوم بسرد مقتضب حول حياة القدِّيس ومن ثمَّ ملخَّصٌ صغيرٌ عن القديس يوحنَّا الذَّهبيّ الفم وتربية الأطفال، وقوله حول الوالدَين والأسرة كجماعة، ومن ثمَّ الهدف من تعليم الأطفال واختيار أسمائهم، وينتهي باقتراحات للممارسة في البيوت. أمَّا في القسم الثَّاني فيتناول مسؤوليَّة الوالدَين، والفضائل والرَّذائل، وأخيرًا في الفصل الثَّالث حول الحياة في الكنيسة وكيفيَّة تنمية الحس الكنسيّ للأطفال. وأُنهي العمل بخلاصة ورأي شخصي
حياة القدِّيس يوحنَّا فم الذَّهب
وُلِدَ في أنطاكيا من أبٍ ذي وظيفةٍ عاليةٍ، اسمه سكوندس، توفِّي بعد ولادة ابنه بزمنٍ قليلٍ، ومن أمٍّ يونانيَّة اسمها انتوسة، صَرَفَتْ همَّها إلى تنشئة ابنها أرفع تنشئة. تَتَلْمَذَ يوحنَّا هو وثيوذوروس المصِّيصيّ للخطيب الوثنيّ ليبانيوس؛ وانضوى إلى أحد النُّسَّاك ولزمه أربع سنوات، ثم انعزل مدَّة سنتين متوحِّدًا منكبًّا على العبادة والتَّأمُّل، فعاد بسبب سوء صحَّته إلى أنطاكيا، وفي سنة 381 رسمه المطران ملاتيوس شمَّاسًا إنجيليًّا، فاهتَمَّ بالأرامل والمعوزين وبتربية الأطفال
في 28 شباط سنة 386 رُسِمَ كاهنًا لمدَّة 12 سنة، فأسقفًا على القسطنطينيَّة؛ له 700 موعظة، وصلت إلينا كاملة تُعَالِج معظمها موضوعات كتابيَّة؛ أُسقِطَ وعُزِلَ، وصدر حكمٌ بنفيه عدَّة مرَّات كانت الأخيرة إلى أرمينيا، حيث لبث هناك 3 سنوات، استقبل فيها محبِّيه الوافدين من أنطاكيا، لكن بسبب الحقد، نفوه إلى مدينة بيتيوس على شاطىء البحر الأسود الشَّرقيّ، فأُنهك ومات في الطَّريق شهيدًا للكَلِمَة في 14 أيلول 407
مقدِّمة
إهتمَّ الوالدون بتربية أطفالهم عبر الزَّمن بشتَّى الوسائل وازدادت هذه الحاجة الملحَّة خصوصًا بفجر المسيحيَّة للوالدَين والأشابين الَّذين يشغلهم مباشرة خير الأطفال، فنظرًا لهذا الأمر المُلِحّ، تسابقت العلوم الإنسانيَّة حتَّى أيَّامنا في تقديم أفضل الحلول وأهم الوسائل، لكن الشُّغل الشَّاغل الَّذي يمسّ ضمائر الأساقفة ورجال الله الَّذين يسمعون صوت محبِّ الأولاد الأوَّل أعني الرَّب يسوع المسيح الَّذي يقول: “دعوا الأطفال يأتون إليّ"1
هبَّ الكهنة والأساقفة الغيورين على تلبية هذا النِّداء منهم القدِّيس يوحنَّا فمّ الذَّهب. وقد قدَّم هذه المقالة في إطار تعليم الكتاب المقدَّس وإجمالي حياة الكنيسة في أبعادها الليترجيَّة والأسراريَّة والرُّوحيَّة. فكانت هذه المقالة المنهل الحيّ؛ ويبرز منها بأن الوالدَين في القرن الرَّابع كانوا يواجهون مع أولادهم ذات المشاكل الَّتي يواجهها الوالدون اليوم، كمشاكل الطِّفل مع أخيه والاختلاط بين الجنسين وحتَّى ارتياد المسارح الَّذي يؤثِّر في سلوك الأطفال. ويركِّز القديس على أنَّ تربية الأطفال ينبغي أن تتركَّز في المنزل
يبدأ القديس يوحنَّا مقالته بطرح سؤال للوالدَين، إن كانا يشعران بأنَّهما آباء بالرُّوح أيضًا لأولادهم؛ وأن يكونا مثالاً مسيحيًّا يُحْتذى به لتكوين أسرة مسيحيَّة ترتفع بمستوى الأولاد ليكونوا أعضاء في هيكل أسرة المسيح الكبيرة
ويسأل أيضًا إن كان الوالدان يشعران بالحالة الرُّوحيَّة الَّتي يعيشان فيها، إذ يلجأ الوالدان إلى المعلِّمين وعلماء النَّفس والاجتماع، وإلى الأصدقاء والمُصلحين والموجِّهين لترشيدهم إلى طُرُقِ تربية أولادهم، معتبرين إيَّاهم المصدر الأوَّل للمعلومات والمعرفة والتَّوجيه والدَّعم. رغم أنَّ لهم قوَّة وفاعليَّة تربويَّة تزيد الأهل تفحُّصًا لإدراك كُنْهِ الحياة بوجه عامّ. يحث الأهل على الرُّجوع إلى المنبع الأصيل، المسيح والكنيسة والكتاب المقدَّس
القسم الأوَّل: القديس يوحنَّا ذهبيّ الفم والوالدَين
يجب أوَّلاً أن نرسِّخ الأولاد في معنى الحياة بأن نُرضي الله وأن نحبَّه، وبذلك تنال الأسرة البَرَكَة الإلهيَّة، وأنَّ تربية الأولاد ليست لكي يفرح الأهل ويتسلُّوا بهم هم وأجدادهم. ولا حتَّى المجتمع بل الله فقط، لأنَّه جابلنا وأبونا الَّذي يحبُّنا، لأنَّ الوالدين يربِّيان حكيمًا مجاهدًا، مصارعًا ومواطنًا سماويًّا لمجد المسيح، فيشبِّه الأولاد بالتَّماثيل العجيبة لتكون للَّه، إذ الله يسكن فيهم، وعلى الأهالي أن يرتفعوا بأبنائهم بلياقة ليكونوا لله، كما يعمل النَّحَّات بأن يُزيل ما هو زائد، أي الأخطاء ويضيف ما هو ناقص أي العادات الطَّيِّبة. فيدعوا الأهالي إلى الصَّلوات الحارَّة لله لكي يُعينهم بتربية أولادهم ليحبُّوه ويسلكوا في طريقه
يجب عليهم أن يعلِّموا أولادهم الحكمة لمعرفة الله ومخافته، ذلك بمعرفة رهبة الوقوف في حضرته واحترام وجوده في داخلهم. ويحثّهم على الصَّلاة مع أولادهم وأن يذهبوا إلى الكنيسة معهم وأن يحبوا بعضهم بعضًا وأن يجعلوا الله مركز حياتهم، لأن الأطفال يشعرون بهذا العمل وسيقتفون خطوات آبائهم كلَّما كبروا
الأسرة كجماعة
الصَّلاة العائليَّة ضروريَّة للغاية، إذ عندما يرى الطِّفل والديه يُصلِّيان سيبدأ عن طريقها حياته الخاصَّة في الصَّلاة ويتشبَّه بوالديه كقدوة، وعلى الأهل أن يعلِّموه رسم إشارة الصَّليب في كل كلمة وكل فعل فسيتعلَّم حينها أن حياته كلّها صلاة
يضيف فم الذَّهب أنَّه على الأهل أن يعلِّموا أطفالهم الصَّلاة بانسحاق القلب وأن يحافظوا على الصَّلوات اللَّيلِيَّة لكن دون تطرُّف في أن نختبر قوَّة احتماله؛ ولا أن يثقِّلوا عليه الأصوام، وأن يتعلَّم كيفيَّة شكر الله بالتَّرانيم والصَّلاة الرَّبيَّة والصَّلاة بعد الأكل، فيؤكِّد على أنَّه ينبغي على الوالدَين أن يتأكَّدا أنَّهما بالفعل مَثَلٌ طيِّب لأولادِهِمَا، لأنَّهم يؤثِّرون بهم، بل يجب أن يثبُتُوا وينموا بالصَّلاة، متعلِّمين كل يوم شيئًا جديدًا، ليكونوا مسيحيين حقيقيين؛ ويحظِّر من الأصدقاء والجيران في أخلاق الأطفال وعلى ضرورة أن ينتبه الأهل من جهة النَّاس الَّذين يحتك بهم أولادهم، لأن الهدف من تعليم الأطفال في النِّهاية أن يتعلَّم الأولاد من تعليم أهلهم
الأسماء المسيحيَّة
يذكر القِدِّيس يوحنَّا أهميَّة تسمية الأولاد بأسماء القِدِّيسين والشُّهداء والرُّسل، بذلك سيتصادق الطفل مع قِدِّيس أو قِدِّيسة يكون له أنموذجًا يُحتذى به ليبلغ كماله المسيحيّ، ويطالب الوالدَين بأن يحتفلا سنويًّا بهذه الذِّكرى أكثر من عيد ميلاد الطِّفل، بذلك سيكون هذا القِدِّيس بالنِّسبة للطِّفل “البطل
يشدِّد فم الذَّهب الوالدَين على تعليم الأولاد أوَّلاً المعاني الرُّوحيَّة للأعياد الكبرى وتجنُّب عبادات الأوثان للأعياد. يشدِّد أيضًا على تعليم الأطفال الاجتهاد ليزيِّنوا أنفسهم بالفضائل المسيحيَّة، وعلى الأهل أن يعلِّموا أطفالهم أوَّلاً أن يحبُّوا الله من كل قلبهم وفكرهم ونفسهم وقوَّتهم، وثانيًا أن يحبُّوا قريبهم كنفسهم، أي بغرس هاتين الوصيَّتين في حياة الأولاد
اقتراحات لممارستها في البيوت
يقترح القدِّيس بعض الخطوط لبرنامج تعليميّ منزليّ، فالبؤرة الَّتي يمركز فيها اقتراحاته هي القصص الإنجيليَّة، فيقوم الوالدان بسرد القصص؛ بداية من سفر التَّكوين ومنه إلى أسفار العهد القديم كلّه إلى القصص في العهد الجديد، على أن يتم اختيارها بشكل يتناسب مع خبرة الأطفال مع إضافة بعض الشُّروحات الَّتي تثير انتباه الأطفال. كم سيفرح الأهل عندما يبتهج الأطفال أثناء سرد نفس القصَّة عليه في الكنيسة ويجب أن يناقش الوالدان القصَّة الواحدة معانيها في جلسات متعدِّدة مع ملاحظة الأعياد الكنسيَّة والأصوام، لكنَّه ينبِّه المناقشات العقيمة في موضوعات الجحيم والعقاب … وألاَّ تُطرح إلاَّ بعد أن ينمو الطِّفل
يشدِّد القدِّيس يوحنَّا على ضرورات اهتمام الوالدين بتأديب أطفالهم لأن الطِّفل بحاجة إلى توعية وتأديب وتنبيه مستمرّ، للبناء والإرشاد، وأن يكونا كالملك والملكة في المسؤوليَّة نحو أطفالهما. فهذه الملكيَّة منحها الله للوالدَين ويجب عليهما أن يرفعا ابنهما إليه ويضعا أنظمة يقدر الولد أن يراعيها، وإلاَّ صارت بلا منفعة. وإذا كسر أيّ نظام فيجب عقابه للتَّو؛ ولكن مع نسيان الواقعة ومتابعة الاستمرار في معاملته كالمعتاد برفق وعناية بإظهار حبّهما وعطفهما عليه وبتقبيله وإعطائه الفرصة للمشاركة في الأمور العائليَّة
يشدِّد على الوالدين أن ينسيا الخيرات الماضية غير السَّارَّة وأن يُحَضِّرا طفلهما للمسيح. فيستشهد بالكتاب المقدَّس بعقاب الله لآدم وحوَّاء مع الاستمرار بحبّه لهما كذلك على الوالدين أن يحكموا ولدهم هكذا، لأن الله عنيف مع الأشرار ومُتَرَفِّق ورحوم ومكافئ للأبرار، وأن لا يتطرَّفا في استخدام العصا لئلاَّ يرذلهما ابنهما عندما يكبر
فحص البواعث الَّتي تحرِّكنا
ينصح القدِّيس يوحنَّا فم الذَّهب بشكل قويّ الوالدين ويقول بأنَّ الأب يفكِّر بكل الوسائل الَّتي يزيِّن بها الملابس الجميلة للطِّفل والحُلى الذَّهبيَّة وينسى كيف يوجِّه طفله في طريق الحكمة، فيؤنِّبه لأنَّه يُعَلِّم ابنه حياة البذخ منذ الصِّغر وهو لا يزال يجهل معنى هذا البذخ. إذ الحاجة هي إلى مرشد قويّ يوجِّه الصَّبي وليس إلى المال المؤدِّي بالولد إلى الولع المفرط بالثَّروة منذ طفولته، لذلك إلى الآن نرى الرَّذيلة يصعب التَّخلُّص منها، لأنَّه لا أحد يعتني بأولاده أو يحدِّثه عن العفَّة والرَّزانة أو احتقار الغِنى؛ إذ يبذل الأهل أقصى جهدهم لتدريب أولادهم على القانون والآداب الحديثة، أمَّا عن تدريب نفسه فلا أحد يهتمّ
يجب على الوالدين أن يكونا مرشدَين حازمَين بل " ناقدَين غيورين”، هما مثل صانعي التَّماثيل يُزِيلُون الزَّوائِد ويُضِيفون النَّواقص، ويفحصون أولادهم يومًا بعد يوم، ليروا أيَّة صفة قد حصلت عليها طبيعتهم؛ فيكون الوالدان مدرِّبين صالحين، وينبغي أن يتحقَّقا من الأولويَّات في تدريب ابنهما. فيجب أن يكون الأولاد مشغولين باكتساب الشُّهرة الاجتماعيَّة أوَّلاً وأن يتعلَّموا عن ملكوت السَّموات والمكافأة العُظمى الَّتي تنتظر الَّذين يعيشون الحياة الرَّزينة، ليس " الكفاف"هو القضيَّة بل الإفراط ومدى إضاعة الوقت والطَّاقة في التَّرفُّه مقابل قلَّة ما يُصرف من أجل البلوغ نحو الحياة الفاضلة
قد يكون القدِّيس قاسيًا في حُكْمِهِ لكن كلماته قائمة على المحبَّة لكلا الطَّرفين: الآباء والأبناء. ويضرب مثلاً بأنَّه عندما يبدأ العام الدِّراسيّ يزوِّد الأهل أولادهم بالنَّصائح العمليَّة واستذكار الدُّروس والانصات إلى المدرِّس ويكسوهم بأحسن الملابس واللوازم… لكن هل يُعْدِد الأهل الأولاد إلى مدرسة الكنيسة كما يُعدُّون أنفسهم؟
القسم الثَّاني: مسؤوليَّة الوالدين
يطرح سؤالاً لأجل هذا كلِّه. ربَّما الإجابات هي من أجل أطفالنا ومن أجل الله ومن أجل المجتمع ومن أجل أنفسنا، لكن دون التَّحقُّق من الأثر ومدى التأثير النَّاجمين عن كل إجابة
إن الوالدين أساسًا يربِّيان أولادهما “لأجل الله”. فطالما أوَّل ولادة طفل هي عطيَّة من الله للوالدين والعالم والكنيسة وهي وسيلة إظهار حب الله لنا. لابد أن يجاهد الوالدان لإظهار حبهما وفرحهما وشكرهما لله، ذلك بتربية طفلهما ليكون ابنًا لله. يعود يوحنَّا إلى مثل التَّماثيل الَّتي نشكِّلها من أجل الله والَّذي يجب أن يُبنى بكلمة الله لأنهم يربُّون فيلسوفًا أو حكيمًا لله وبطلاً يركض نحو ملكوت الله ومواطنًا للسَّماء. بالمقابل الوالد الَّذي يعمل كل ما بوسعه بإخلاص ويجاهد ويعمل لتحقيق هذا يباركه الله ويباركه بابنه نفسه؛ إذ هو أوَّل مستفيد لأن له ابن صالح، ثم بعد ذلك الله إذ يتعب لنفسه. فكما يعلِّم الأب أبناءه فابنه بدوره سيربِّي ابنه كذلك أيُّ فَرَحٍ سيكون للجدود؟ بل العالم كلّه سيستفاد، إذ جلّ همّنا هو تربية وتعليم العالم كلّه. وبذلك كل ما يصنعه الوالدَين يمكن أن يساعد أو يعوق دخولهما إلى ملكوت الله
فضائل ورذائل
يحصي الذَّهبيّ الفم عدَّة خصال جيِّدة يمكن للوالدَين أن يساعدا الأولاد على بلوغها، وسجايا رديئة للتَّخلُّص منها؛ فأذكر منها الفضائل: الاعتدال خصوصًا في الطَّعام والشَّراب، الازدراء بالثَّروة والشُّهرة، اللطف التَّقوى
لكن من المهم أن نتذكَّر أن هذه الفضائل والرَّذائل تؤثِّر في حياة الطِّفل ككل، ويركِّز ذهبيّ الفم عليها عندما يتكلَّم عن حواس الطِّفل الَّتي من خلالها إمَّا أن تُفسد الأفكار أو توجَّه توجيهًا سليمًا. والحكمة هي المبدأ الرَّئيسيّ الَّذي يَتَحَكَّمُ في كلِّ شيء، فالوالدان يجب أن يوجِّها الابن إلى أن يكون حكيمًا في الوصول إلى الفضائل السَّماويَّة وفي الجهاد ضِدَّ الرَّذائل
كيف يكون الإنسان حكيمًا
يركِّز ذهبيّ الفم على عدَّة مجالات واقعيَّة للوالدَين لمساعدة الأطفال لكي يكوِّنوا حكمتهم ويستخدموها، لأنَّ الطِّفل ينبغي أن يتدرَّب في منزله على التَّحكُّم في ميوله الخاطئة مع أسرته؛ فإذا نجح الولد داخل أسرته، فسوف ينجح في مدرسته، ثمَّ في عمله، ثمَّ في حياته كلّها
من المهم أن يقبل الطِّفل الخسارة الضَّئيلة الآن، لكي يقبل الخسارة الكبرى عندما يشبّ رجلاً. ويجب أن يحاول التَّحكُّم في غضبه وانفعالاته، وأن يصير متسامحًا إذا حطَّم الآخرون ألعابه. فيقول ذهبيّ الفم: " قد يصير الأولاد عنيدين عندما يخسرون مثل هذه الأشياء ويميلون إلى تفضيل خسارة نفوسهم عن أن يذهب المتسبَّب في الخسارة بلا عقاب”؛ ولا ينبغي على الوالدَين أن يعيدا الشَّيء الضَّائع له بسرعة، لأن مثل هذا العمل يمكن أن يزيد من هذه الميول الغير مرغوب فيهم، وبدلاً من ذلك فلينتظر حتَّى ينسى الطِّفل لعبته ويزول حزنه على ما حدث قبل أن يعوِّض عنه. طبعًا سيشعر الطِّفل في البداية بالضيق والغضب، ولكن الموضوع هنا هو تدريب قوى الطِّفل النَّفسيَّة الدَّاخليَّة على قبول وتدبُّر الموقف بطريقة مسيحيَّة. يجب أن يُعطى الطَّفل بعض الواجبات اليوميَّة المعقولة كتنظيف حجرته والاعتناء بها بالإضافة إلى أداء لبعض الأعمال اليوميَّة الخفيفة يمكن أن يعلّمه الاعتراف بالجميل عندما يقدّم له الآخرون المساعدة، وأن لا يضيِّع الوقت هباءً
يسجِّل ذهبي الفم تدريبًا آخر، وهو تعليم الطِّفل الأكبر أن يفضِّل أخاه الأصغر في كلِّ شيء. وللأسف فإن النِّزاع بين الإخوة أمر شائع داخل الأسرة، كتنافس الصِّغار على شدّ الاهتمام بهم، وفقدان الاهتمام بالطِّفل الأوسط في المجموعة، وصراع الأولاد ضد البنات في سنٍّ معيَّنة، فالأساس هو محاولة إزالة الميل لدى الطِّفل في جذب الانتباه إلى ذاته دون غيره
كل طفل هو مخلوق من الله على صورته ومثاله، ولذلك فلكل طفل أهميَّته ودوره في الإسهام في الأسرة، وعلى الأطفال بدورهم أن يحترموا بعضهم بعضًا، وأن يكون للأولاد دور في اختيار ما يرونه أو يسمعونه في وسائل الإعلام المختلفة مع توجيههم بخصوصها روحيًّا
يختم فم الذَّهب في هذا الصَّدد، أفكاره لتوجيه الأسرة للانشغال بهذا الفكر فيقول: " شكِّل روحه لكي يأتي بأفكار التَّعقُّل، فعندما لا يعتمد على أحد إذا أصابته خسارة، وعندما لا يحتاج إلى خدمة، وعندما لا يغتاظ من تقديم الكرامة لغيره، فأي مثير للغضب سيكون هناك بعد ذلك"
الفصل الثَّالث: الحياة في الكنيسة
يقول القديس: “دع الطِّفل يذهب إلى الكنيسة”. لم يقل للوالدَين أن يكتفوا بتعليم الدِّين لأطفالهم بالمنزل، ولم يقل البتَّة إنَّه من المستحسن بقاء الأطفال الصِّغار في المنزل أو إنَّه يوجد ما هو أهم من الكنيسة صباح يوم الأحد
يُشَدِّد يُوحنَّا ويُعطي أهميَّة كبيرة على الحضور إلى الكنيسة لأن في الكنيسة يسمع الطِّفل تعاليم يسوع، ويتعرَّف على محبَّة الله لشعبه، ويسمع التَّسبيح والشُّكر لله، فَتُتَاح له الفرصة ليشترك في ملكوت الله على الأرض من خلال تناوله من سر الإفخارستيَّة
سوف يفرح الطِّفل بالأعياد، وهو يرى البركات الخاصَّة توزَّع على المؤمنين مثل: الزِّيت، الماء، السَّعف، لقمة البركة. وفي الكنيسة يجب أن نرشده ونعلِّمه عن القدِّيسين المرسومة صورهم في الإيقونات. بل يجب أن نعلِّمه أن ينتظر على مدى الأسبوع موعد الذَّهاب للكنيسة بمحبَّة ولهف، وليس كفرض ثقيل على نفسه
الصَّلاة
عند اجتماع الشَّعب معًا في الكنيسة، فإن صلواتهم تكون بمثابة صلاة واحدة؛ فعلى الوالدين أيضًا أن يعلِّموا طفلهم أن يصلِّي في البيت، ويساعدوه بالتَّالي على أن يفهم كيف يجعل من كلِّ كلمة وفعلٍ وعملٍ صلاةً. بالإضافة إلى الصَّلوات المحفوظة غيبًا مثل: “أيها الملك السَّماويّ” و"الصَّلاة الرِّبيَّة" وبعض المزامير …، أمَّا باقي مواصفات الصَّلاة مثل عددها وطولها وكلماتها فهذه كلّها تعتمد على شخصيَّة كل طفل وتتنوَّع بتنوُّعها، لكن الأهم هو أن تأخذ الصَّلوات مجراها في حياة الطِّفل وفي برنامجه اليوميّ. يجب أن يكون هناك صلاة عائليَّة يوميًّا، ومواعيد لقراءة الكتاب المقدَّس
يحذِّر فم الذَّهب على أن نجعل الصَّلاة عبئًا ثقيلاً على أطفالنا، بل أن نعوِّده على أن يكون يقظًا منتبهًا أثناء الصَّلاة، ولا أن تُتلَى بسرعة بحجَّة أن الوقت متأخِّرٌ وأنَّ الطِّفل مُتعَبٌ، ولا أن ينْسَوا صلوات ما قبل النَّوم
الصَّوم
يعلِّم الوالدَين أن لا يثقِّلوا على الطِّفل في هذا، بل أن يَدَعوه إلى أن يصوم يومَي الأربعاء والجمعة على الأقل، حيث انَّ هذا الصَّوم معروف في فجر المسيحيَّة. ويجب أن نتذكَّر أيضًا أنَّ الصَّوم ليس حرمانًا من بعض الأطعمة بقدر ما هو صوم عن الغضب والبغض والحسد والكبرياء… . إنَّ الصَّوم “فِعْلٌ” أكثر من كونه “عدم فعل” شيء ما؛ بل يعني محاربة شهواتنا، والاقتراب من صيرورتنا على صورة الله ومثاله أكثر فأكثر، والحياة بعيشة مسيحيَّة حقيقيَّة
يشدِّد القدِّيس أن نعلِّم الأولاد أنَّ الصُّوم “فعل”، مثل قراءة بعض الكتب المسيحيَّة بدلاً من إضاعة الوقت سدىً، والمعاونة في أعمال البيت والعناية بالإخوة؛ كما أنََّ انتهاء الصُّوم لايعني أن يرجع إلى عاداته القديمة، بل أن يستمرّ في تكميل سيرته الطِّيبة الَّتي بدأها
تسمية الطِّفل
" فلينطبع أثر رجل قِدِّيس على الطِّفل بطريقة أو بأخرى"، يشير فم الذَّهب أنَّ الرَّجل يجب أن يكون مسيحيًّا مؤمنًا أو أمرأة تقيَّة من أصدقاء الأسرة، أو كاهنًا ممتازًا تقيًّا. “إجعله يرى رئيس كنيسته، وأن يسمع بعض كلمات المديح من شفتي الأسقف”. أو فليتأثَّر من القِدِّيس الَّذي يحمل اسمه. “فلنوفِّر للطِّفل فرصة التَّرقِّي إلى الصَّلاح من الاسم الَّذي نسمِّيه به”، فلا نسمِّي الطِّفل باسم من أسماء العائلة، “بل بالحريّ على اسم أحد الأبرار أو الشُّهداء أو الرُّسل أو الأساقفة القِدِّسين”. وبتسميتنا الطِّفل على اسم أحد القديِّسين أو إحدى القدِّيسات، نُدخل أسماء القِدِّيسين إلى بيوتنا فيتأمَّل الوالدَين في القدِّيس المسمَّى طفلهم على اسمه. وأن يحصل على إيقونة هذا القِدِّيس فتتقوَّى الأُلفة مع هذا القدِّيس
الحياة الاجتماعيَّة
يمكن للوالدَين أن يشرحوا لأطفالهم في نواحي الحياة الاجتماعيَّة المختلفة؛ كحقيقة وجود الظُّلم الاجتماعيّ للمستويات المختلفة في المجتمع، مع التَّأكيد على ضرورة معاملة الجميع كإخوة وأن يكونوا لطفاء مع الكل؛ " فإن خدم كجنديّ حينما يبلغ السِّن الملائمة لذلك، فليتعلَّم أنَّ ينأى بنفسه عن الرِّبح الحرام، وهكذا إذا توجَّه للدِّفاع عن قضيَّة المتألِّمين ظلمًا، أو في أي ظرف آخر من الظُّروف". على مائدة الغذاء فليناقش مع الأطفال الأكبر عمرًا عناوين أهم الأنباء اليوميَّة، وكيف يجب أن يفهموا الموقف السِّليم على ضوء المُثُل المسيحيَّة الإنجيليَّة
التأثيرات الَّتي يتعرَّض لها الطِّفل
ينبِّه الوالدين أن يكونا يقظين على طفلهم لئلاَّ يحضر احتفالات المسارح المُنْحَطَّة وهو ما يقابل اليوم الأفلام الهابطة أخلاقيًّا، فيشير القدِّيس إلى ذلك في معرض حديثه عن حاسَّة النَّظر لدى الطِّفل، فيقول: “لأن العين يصعُب عليها أن تحرس ما يراه الطِّفل مباحًا وجميلاً، فهي لا ترى فقط بل تُرى أيضًا”، يقصد أنَّ ما تراه العين يؤثِّر في صاحبها. لذا يجب أن يعرض الوالدَين صور الخلائق الطبيعيَّة وأن يحدثوهم عن جمال النَّفس كالذَّهاب معهم إلى الرِّيف أو إلى فرقة موسيقيَّة
إنَّ النُّقود تسهِّل للطِّفل أن ينغمس في الأمور الغير المحببة، فإذا أعطى الوالدان مالاً أو إذا تلقَّى الطِّفل هدايا نقديَّة فمن الحكمة أن يراجع الوالدَان معه كيف أنفق هذا المال
انتباه الوالدين لسلوك المربِّين الآخرين
تحقَّقَ فم الذَّهب أن الآخرين والبيئة المحيطة بالطَّفل قد تشجِّع وقد تُفسد مجهودات الأبوين التربويَّة، وقد تُعطِّل نجاحهم في البلوغ بالطِّفل إلى أهدافهم. فالمدرِّسون والمربُّون والمربيات أو أي شخص آخر يُكثر من الاتِّصال بالطِّفل يجب أن ننتبه إلى سلوكه الشَّخصيّ وسلوك الطِّفل، لذا يجب على الأهل أن يختاروا بحرص مربِّي طفلهم؛ “على الَّذين يشاركوننا في تربية الطِّفل أن يكونوا مشهودًا لهم”. ولمصلحة أطفالهم، يجب على الأبوين أن يتعرَّفا على كل شخص يتعاطى مع أولادهم بالإضافة إلى دراسة الأجواء العامَّة الَّتي تسود جو المدرسة
تربية عادات الكلام القويمة
لا بد من أولئك القائمين بالعناية بالطِّفل أن يكونوا واعين لعادات كلامهم بالأخصّ كذلك لعادات الطِّفل، إذ من السَّهل أن يقوَّم أي خطأ في ذلك، إذا ساعده كل الَّذين حوله، إذ طريقة الحديث القويمة في نظره تخلو من القَسَم، ومن الألفاظ النَّابية، وتتضمَّن أصول الحوار مع الآخرين أو حول موضوع معيَّن أو موقف، كالحديث مع الكاهن والجيران…، ويذكر مجموعة من الألفاظ والكلمات المرغوب فيها وغير المرغوب فيها: كلمات الشَّفقة والاحترام والحق والرَّحمة مقابل كلمات اللعنة والمقاومة والجفاء، ويضيف بأن الحديث قد يبدأ طيِّبًا ونافعًا، ثم سرعان ما ننحو به نحو الأحاديث الباطلة
التِّريبة في البيت
يعطينا فم الذَّهب مثالاً واحدًا عن أحاديث أوقات الفراغ فيقول: “علِّم الطِّفل فصلاً من الإنجيل بحقائقه ومعانيه”. وهو يرسم للوالدين منهج التَّدريس؛ في بساطته وتأثيره. فإن كان الطِّفل حدثًا، فابدأ بالقصص المبهجة الجذَّابة مع سرد أحداث القصَّة دون تزويق لكي لا تبدو خرافيَّة. وإذا كانت الفرصة سانحة فليطبِّق الأهل أحداث هذه القصَّة على حياة الطِّفل اليوميَّة. مع تكرار القصَّة عدَّة مرَّات في الفترة الواحدة، وكم سيفرح الأهل حينما يَرَوْن طفلهم في الكنيسة وقد انفجرت أساريره وهو يسمع ذات القصَّة من فم الكاهن أو الواعظ
عندما يكبر الطِّفل يمكن مناقشة الأمور والمفاهيم الأعمق والأصعب الَّتي تناسب عمره؛ كالعقاب الأبديّ وأعمال النِّعمة والَّلعنة، وبعض التَّفاصيل عن قصَّة هلاك سدوم وعمورة، وعبوديَّة بني إسرائيل للمصريِّين؛ وهناك الكثير من أحداث الكتاب المقدَّس يمكننا أن ننتقي منها ما نبدأ به تعليمنا للطِّفل داخل البيت كالأنبياء وملوك العهد القديم والوصايا، أمثال يسوع حياته وتعاليمه…وهكذا يمكننا أن نستبدل القصص الخرافيَّة الَّتي نسردها للطِّفل قبيل نومه بهذه القصص الحيَّة من الكتاب المقدَّس
الانضباط والقواعد والعقاب
" لن أكفّ عن التَّوسُّل إليكم ورجائكم وحثِّكم، قبل أي شيء آخر، أن تضبطوا أبناءكم من البداية". فالوالدون مثل الملوك والملكات، في سيادتهم على أطفالهم، وكحكَّام لأطفالهم عليهم أن يضعوا القوانين ليحفظوا استقامة الحياة العائليَّة. فمن المهم أن يعرف القواعد الَّتي يسير بمقتضاها، لأنَّه لن يسير بحسب قواعد لم يتَّبعها وهو بعد صغير، كذلك على الأهل أن يكونوا حازمين في تطبيقها؛ لكن إذا كُسرت إحدى القواعد، فعلى الأهل استخدام أساليب التَّوبيخ واللطف والتَّرغيب، وهناك ما يستدعي العقاب الجسديّ، لكن ليس دائمًا لأنَّ الطِّفل قد يتعلَّم كيف يرفض هذا العقاب، فيصير هذا العقاب بلا نتيجة، لكن المهم أن يكون واضحًا للطِّفل أن كل ما يفعله الوالدان إنَّما هو لمصلحته
ويذكر يوحنَّا فم الذَّهب الأوقات وكيفيَّة تأنيب أولادهم؛ فيعاقب الطِّفل إذا أساء إلى الآخرين، فالعقاب يكون حتَّى يكفّ عن الشَّتائم والألفاظ النَّابية، وإن تكلَّم عن أخطاء الآخرين، فاجعله يعدِّد أخطاءه هو. وليس على الوالدين أن يكونا صارمين وألاَّ يستسلموا حينما يكسر الطِّفل القواعد، بل أن يكونا لطفاء أيضاً وأن يسبغوا عليه المكافآت حينما يراعي القواعد؛ " فإن الله يدبِّر العالم بالتَّرهيب من جهنَّم وبالوعد بملكوته، هكذا نحن أيضًا يجب أن نربِّي أطفالنا
متى نبدأ؟
الطِّفل ليس مستقلاًّ عن الآخرين، فكلَّما في تربية طفلنا لكي يحيا مسيحيًّا، وليجاهد ليغلب أهواءه، وليسعى لأن يكون ابنًا لله في ملكوته، فكلَّما يبكِّر الأهل بتربية أبنائهم ليحيَوْا حياة مسيحيَّة كلَّما نجحوا في مسعاهم. " فإن انطبعت الوصايا الصَّالحة على النَّفس بينما هي ما زالت غضَّة، فلن يقدر أحد أن يحطِّمها… فالطِّفل يكون ما زال خائفًا وهيَّابًا في نظراته وكلامه وفي كلِّ شيء أخر"
خلاصة
بالرُّغم من أن قصد القِدِّيس يوحنَّا أن يساعد الوالدين ليربوُّا أطفالهم حسنًا، إلاَّ أنَّه وبطرقة غير مباشرة، يعلِّم الوالدَين أن يدرِّبوا أنفسهم هم أوَّلاً ليبلغوا الحياة المسيحيَّة، وأن يجاهدوا من أجل الغايات نفسها الَّتي يريدون أن يربُّوا أطفالهم أن يبلغوها. إذ ما يطبِّقه فم الذَّهب على الأطفال يطبِّقه على الكبار، لأن الكل صغارًا كانوا أم كبارًا في نظر الله هم أولاد الله
" إنَّه من السَّهل أن يُقتاد، فهو لا يُحارِب من أجل جاهٍ أو عظمة، لأنَّه ما يزال طفلاً صغيرًا، ولا من أجل زوجة أو أطفال في البيت. فأيّ سبب يدفعه إلى الغطرسة أو التَّلفُّظ بالشَّر؟ إنَّه يتنافس فقط مع رفقائه من ذات السِّن"
واجب الوالدين لهو مهيب؛ وقد يبدو ما أشار إليه هذا القِدِّيس لهو صعب التَّنفيذ، لكنَّه يقدِّم أنموذجًا رائعًا وهدفًا ساميًا لكل مسيحيّ أن يجاهد ليبلغه
تربية الأطفال هي من أصعب الأمور في حياتنا، لأنَّ المجتمع المحيط بنا يخبط كل عائلة تحاول التَّشبُّه بالعائلة المقدَّسة. كذلك في زمن تسرُّب الشَّك والبلبلة في قواعد العائلة، نجد هذا التَّعليم من أقوى المواضيع لتربية الأولاد كما يليق بالله، رغم وجود لمحة من التَّطَرُّف بعض الأحيان لدى القِدِّيس يوحنَّا، مما يجعل من الصَّعب متابعتها أو تطبيقها في أيَّامنا الحاليَّة
“المربُّون هم المربُّون الأوائل لأولادهم، لأنَّهم هم الَّذين أعطوهم الحياة،فعلى الوالدين أن يخلقوا جواً عائلياً تُحييه المحبَّة والاحترام لله وللبشر؛ جواً يساعد على تربية أبنائهم الكاملة، العائلة هي المدرسة الأولى للفضائل الاجتماعية الَّتي لا غنى عنها. فيجب أن يتلقَّن الأولاد منذ نعومة أظفارهم، تمشياً مع الايمان الذي اقتبلوه بالعماد، على أن يمجِّدوا الله ويكرموه وأن يحبّوا القريب. فيختبرون لأول مرة الكنيسة والمجتمع الانسانيّ الصَّحيح. فيدخلون أخيراً شيئًا فشيئًا بواسطة العائلة في الجماعة البشرية وفي شعب الله”1.
(متَّى 19: 14 ↩︎